ياديوان الصالحين !!...
أصابت حمى الانتخابات البرلمانية العديد من الاحزاب بالعمى وقصر النظر، البعض يعتبرها فرصة سانحة لممارسة "الترابندو" أو " البزنس" السياسي والحزبي ... فحتى الممارسة السياسية أصابها الفقر ليس في الدم، ولكن في الثقافة الديمقراطية .. والكل فُضح وأصبح مكشوفاً للشعب، وأقل ما يقال عن أصحاب "الديوان" أن خطاباتهم "ديماغوجية"، فذلك يدعو لمنع الاسلاميين من السلطة، والآخر يدعي أنه الوحيد المؤهل لتطبيق دولة الاسلام، وثالث خانه التعبير فأصبح يعبر بالألوان، وذلك يراوغ قاعداته بفرض "واقدي البخور" في الترشيحات وهلم جرا!...
وأصبحت الحياة السياسية لا تعيش في كرنفال، بقدر ما هو ديوان للصالحين للدروشة التي أصبت العديد منهم!!...
فخطابات التشبيب، وحقوق المرأة، والتداول في المناصب، والكفاءة، والنزاهة لم تصمد أمام "امتيازات البرلماني" فأصبح المناضل موظفا، ويحاول تسيير حياته المهنية، وتقاعده ككبار موظفي الدولة من خلال بوابة التشريعيات ولو على حساب المبادئ والقيم ...!!
فالإرهاصات الأولى توحي بإختلالات الحياه الحزبية، وأنها فعلاً حبيسة لقلة قليلة من أصحاب القرارات؛ فأين البرامج الحزبية؟.، وأين الحلول للعديد من المشاكل اليومية للمواطن؟! ومدى تم الاعداد لمحاربة الفساد والبطالة، وماهي الاستراتيجيات لمنع تفشي الظواهر الأخلاقية الشاذة عن المجتمع؟! الجواب سوى عموميات وتمنيات، أو بالأحرى أمنيات، بحكم أقل طموحاً من الأولى، ولذلك أصبح العديد من الاحزاب يسوق الهواء والريح، والكلام المعسل الفاقد لمقومات البقاء!! .. المهم بالنسبة لهم الوصول لكرسي زيغوت يوسف على حساب "الشكارة و"البزنسة"...
فهذه السلوكيات السلبية، وسياسة "الثقافة الاقصائية" اتجاه الشعب، بالازدواجية في البرامج والممارسة كلها عوامل تفسد أي حياة حزبية وسياسة حقيقية ...
وإنني أستعجب من بعض الاحزاب بالمناصب والمواقع، التي لا يسمع بها إلا في الاستحقاقات البرلمانية، فهي أحزاب مكلفة بمهمة، مهمة "تعريف" الحياة الحزبية بالأعداد غير المنتهية، فالمؤشرات الاولى توحي بتجديد الاحزاب "السنافرية" السابقة، بأحزاب الـ "نيولوك" لعلها تكون مقبولة لدى البعض.
هذه المؤشرات جعلتني أعزف عن السياسة رغم الاغراءات والوعود، والاقتراحات ... فحياتنا الحزبية "لعبة" بقدر ماهي "ممارسة وثقافة " والفهم يفهم .. وبالله التوفيق
الكاتب:
أ.د فوزي اوصديق
0 التعليقات:
إرسال تعليق