الأحد، 11 أغسطس 2013

هذا ما فعلته بارونات التهريب في الجزائر

الإجراءات الفريدة من نوعها، التي باشرتها الدولة تجاه مهربي المحروقات على أكثر من صعيد، حجّمت دورهم، في الأيام الأخيرة، بعد أن هددت وزارة المحروقات ووالي ولاية تبسة بسحب رخص الاستغلال لأصحاب محطات الوقود في حالة عدم تعاملهم مع المواطنين، لكن أكثر الناس تفاؤلا لا يثقون في النجاح الكامل لهذه الخطط، ويراها آنية فقط، إذا علمنا أن ما لا يقل عن مئة ألف نسمة في ولاية تبسة يعيشون من آفة التهريب، التي أخذت أبعادا في منتهى الخطورة، عندما أصبحت أمرا واقعا، ولا يجد ممتهنها أي حرج في تقديم نفسه باسم مهرّب كبير أو خبير في التهريب، وهذا منذ هروب الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، حيث تجذّر التهريب في قلب تونس وصار له شعب مواز للموجود هنا في الجزائر، ضمن ما يُشبه وحدة أقامت لنفسها دولة وشعبا موازيا.
أما الخطورة التي اطلعت عليها الشروق اليومي، هو كون بعض المهربين يعيشون من دون هوية، حيث يقوم بعض كبار المهربين  بعدم تسجيل أبنائهم في مصالح الحماية المدنية، وغيّر آخرون أسماءهم وزمان ومكان ولادتهم، وغالبيتهم لا يمتلكون بطاقة هوية وهم أشبه بالـ ''البيدون'' الموجودين في الكويت يعيشون الثراء الفاحش دون الحاجة للهوية، وهو ما جعل التعامل معهم معقدا جدا، لأنهم غير موجودين مدنيا، رغم أن بعضهم أصحاب مؤسسات كبرى مبنية على تهريب المحروقات لا تصمد أمامها من حيث الثراء ربما حتى سوناطراك، فأصغرهم يمتلك أربعين سيارة من الحجم الكبير، وشاحنات، بعضها يتجاوز سعرها ثلاثة ملايير، يعتمد على تخزين البنزين فيها،
  وحتى الأحوال الأمنية التي ميزت أواخر شهر رمضان المنصرم بفعل أحداث جبال الشعانبي التونسية المحاذية للجزائر، لم تُثن هؤلاء الذين اختاروا زمن أذان المغرب والسحور لمزاولة استنزافهم لما تبقى من المحروقات الجزائرية، وولاية تبسة التي لم يكن يزيد عدد سكانها عن 80 ألف نسمة، منذ عشر سنوات زاد الآن عن 800 ألف، نزح إليها عشرات الآلاف من كل مناطق الوطن وكأنها إمارة خليجية تسبح في النفط، لا يعرف النازحون الجدد إليها، آثارها الرومانية ولا مآثر مالك بن نبي أو العربي التبسي، وإنما محطات الوقود التي بلغ عددها 54 محطة وقود من بينها 10 تابعة للدولة، تضخ لها وزارة الطاقة عبر قطار يومي يتنقل من المنطقة الصناعية بسكيكدة إلى تبسة ثمانية أضعاف ما تستهلكه مدينة بحجم الجزائر العاصمة، دون أن تفتح هذه المحطات خراطيمها لسيارات المواطنين، الذين صار قدرهم أن يسافروا إلى ڤالمة أو أم البواقي لتزويد سياراتهم بالبنزين أو المازوت، كما يعرفون الطريق المؤدي نحو تونس والممتد على مسافة تقارب 300 كلم عرضا، مما يجعل التهريب عبر تبسة الأسهل على مستوى الحدود الجزائرية، وهم يساهمون حتى في دفع المترشحين للمجلس الشعبي الوطني ووضع رؤساء قوائم كل الأحزاب والأحرار.
 أما عن المجالس البلدية والولائية فقد بلغ بهم الحد تعيين رؤساء البلديات، وكل المواطنين وحتى السلطات تعلم بذلك، أما المهربون المتوسطون، فتجدهم يمتلكون ثلاثين سيارة من نوع مازدا وعشر شاحنات، تحول ليل الولاية إلى راليهات، صارت تجد سهولة في تونس، خاصة أن تضاريس تبسة سهلة عكس التضاريس الجبلية والغابية في الحدود الشرقية بولايتي سوق اهراس والطارف، وفي بلديتي بئر العاتر والحويجبات، وأيضا في أحياء الزاوية ولاروكاد والجرف بقلب تبسة يكاد يعيش كل سكانها من التهريب، حيث توقف النشاط الفلاحي وغيره نهائيا منذ عام 2011، ولا مجال للمقارنة بما يقوم به حلابة الغرب والمهربين في الشرق، لأن سعر البنزين في تونس غال جدا مقارنة بالمغرب، حيث يبلغ ثمن اللتر الواحد 1.5 بالدينار التونسي أي أنه يقارب 120 دج للتر الواحد.
 وأدت هذه الأزمة إلى مزيد من الانهيار في الدينار الجزائري الذي يوازي أكثر من سبعة أضعاف الدينار التونسي، رغم الأزمة التي تعاني منها تونس وعزوف السياح الأجانب عنها ومع ذلك فالتونسيون يدفعون مقابل الوقود الجزائري بالدينار الجزائري، وعندما يبيعون الشامية أو العجائن أو الشيفون التونسي يصرون على تلقي الثمن بالأورو، التهريب رفع أيضا من عدد السيارات في تبسة فهناك عائلات تمتلك ما بين ست إلى عشر سيارات من كل الماركات مخصصة للتهريب، صار يُستعمل فيها الأطفال والنساء بشكل كبير.
وفي تبسة أطفال في سن 12 يسوقون دون أن يثيروا أي أحد فالأمر أصبح بالنسبة إليهم عاديا، وعائلات أوقفت أبناءها عن التعليم رغم نبوغ وتفوق بعضهم وزجّت بهم في عالم التهريب، والكل يعرف السيدة الخمسينية التي تشغل العشرات من الأطفال والنساء في عمليات تهريب، في بئر العاتر وفي تبسة، تشاهد قصورا لا يمكن أن ترى مثيلا لها في حي حيدرة أو حتى في دول أوروبية، هي أشبه بالحصون لا أحد سأل أصحابها من أين لكم هذه القناطير من الذهب والفضة؟، ومنهم من استعان بالجواري المستقدمات من العاصمة ومناطق أخرى ومن مهاجرات قدمن من فرنسا، بكل ما تعنيه كلمة الجارية من معنى، قصور لا تقل مساحة الواحد منها عن 5000 متر مربع مليئة بالمسابح والنافورات وكلاب الحراسة التي تضاهي في حجمها الأسود، في تبسة المهربون لا يبحثون عن تسمية أخرى كما هو شائع في الغرب الجزائري لقب الحلابة، بل يسمون أنفسهم بالمصدرين أو المستوردين أو المهربين من دون إحراج.
حتى تونس البلد غير النفطي ما عادت تستورد الوقود ما دام يدخلها بصفة دائمة من المهربين الجزائريين، وتبقى أصعب مهنة في الولاية هي الإدارات والمديريات المختلفة التي لا طائل منها، وحتى والي ولاية تبسة السيد بلعيز قال مرة من المجلس الشعبي الولائي أن لا جدوى من تعبيد طرقات الولاية، وصرف الملايير بسبب الخراب الذي يترصدها من طرف شاحنات التهريب العملاقة، لأن التهريب في تبسة ولّد مهنا غير موجودة في كل دول العالم، ومنها شاحنات كبرى دون نقل السلع، وإنما ملء خزاناتها بالوقود والدخول بها من الولايات المجاورة مثل خنشلة وڤالمة وأم البواقي بالخصوص لتفريغ الحمولة الموجودة في الخزان.
 ولا يوجد أي قانون جزائري يسمح لشرطي أو دركي أو عون جمارك بتوقيف أو سؤال صاحب الشاحنة الفارغة من دخول الولاية والخروج منها، حتى ولو دخل الولاية عشرات المرات في ظرف وجيز، ليجني يوميا عشرة ملايين سنتيم في بعض الأحيان من هذه المهنة التي تتركز على ملء الخزانات من محطات الوقود في ولايته وتفريغه في ولاية تبسة، والاستثمار في شاحنات ''داف'' العملاقة التي قارب سعرها 3 ملايير صار منتشرا في تبسة وما جاورها من الولايات، أحد الولاة السابقين قال بالحرف الواحد وهو يغادر تبسة ''إنها منطقة خارج الجمهورية .. بل خارج العالم''.

الجمعة، 30 مارس 2012

الترابندو 2

image
رحم الله الشهيد رضا حوحو الذي لم تبق منه سوى نصائح حماره، ورحم الله الفقيد أبو العيد دودو الذي قدم لنا "صور سلوكية" للانتهازيين من النخبة التي تشارك في فساد المجتمع بصمتها إزاء ما يحدث، ومن يعيد قراءة كتابات المرحومين حوحو ودودو يجد في قادة الأحزاب نماذج بشرية ممثلة في "مسيلمة الكذاب" الذي يقود ما يسمى بـ"التصحيح والتقويم" والزعيم الذي يتحدث باسم السلطة أو المعارضة، و"أشعب" الذي ينتقل من المجتمع المدني إلى المجتمع السياسي لعله يحصل على مقعد حول مائدة طعام جديدة، ولا أتحدث عن المعوقين فكريا أو النماذج غير الصالحة للحديث عنها، والكل يشترك عن مستقبلعلى حساب تطلعات المواطن.
وبالمقابل نجد أحزابا شكلت حضورا في الساحة السياسية أكثر من 20 سنة بالوجوه نفسها وهي تطالب بالتغيير والتداول على السلطة، وهي نفسها لم يحدث فيها تغيير يذكر، وأخرى انسحب رئيسها أو طلقها وثالثة من بقايا " أهل الكهف" ورابعة سلطتها هي الإدارة، الأحزاب الجديدة لم تفطم بعد وتريد أن تصرخ في البرلمان؟.
الجميع يستنجد بالشعب ويقدم وعوده مثلما قدمها من سبقوه، يستخدمون اساليب "الڤزانات" حتى يوهموا غيرهم بأنهم أهل للبرلمان دون أن يدركوا أنه مجرد ديكور يتغيرون الممثلون داخله ولا يتغير، فما الحل؟.
إذا أردنا أن نحل المشكلة المتعلقة بتحول الأحزاب إلى مؤسسات خاصة لـ "الترابندو السياسي" فما علينا إلا أن نغير طريقة التصويت باعتماد البصمة التي تضمن النزاهة في الانتخابات، وهذا مطلب القضاة، على أن نقوم بإعادة النظر في قانون الانتخابات بإعطاء 30٪ للتصويت على الحزب و70٪ للتصويت على المرشحين كأفراد داخل القائمة الواحدة،والحزب الذي لا يحظى بـ 5٪ من أصوات القائمة يسحب منه الاعتماد.
وهذه الطريقة ليست جديدة، فقد اعتمدتها السلطة الفلسطينية حين اكتشفت أن حركة حماس ستزيحها من الساحة السياسية فضمنت وجودها لأنها حصلت نسبة التصويت لـ"فتح" التي كانت تمثل رمز الحركة التحريرية الفلسطينية.
هاجس الخوف عندي هو أن يكون البرلمان القادم شبيها ببرلمان الرئيس السابق حسنيمبارك الذي مارس التزوير علنا فاشتعل فتيل الثورة والنتيجة يعرفها الجميع؟.   عبد العالي رزاقي


الترابندو" السياسي؟

image

تختلف الاستحقاقات التشريعية القادمة عن بقية المواعيد الانتخابية السابقة، لسبب واحد، وهو أن هناك صنفين من الناس يتسابقان فيها، أحدهما يهرول للحصول على راتب شهري بـ 30 مليون سنتيم، والثاني يسعى لحماية المال المهرب من خزينة الدولة عبر الحصول على "حصانة" تسمح له بالمزيد، وكلاهما خطر على مستقبل البلاد والعباد، فما الحل؟ وكيف يمكن محاربة هذا "الترابندو السياسي"؟.

وجهان لحدث واحد
عندما قام العقيد هواري بومدين بانقلاب في 5 أكتوبر 1965م على الرئيس احمد بن بله، سمى ما قام به "تصحيحا ثوريا" بالرغم من أنه فرق في إحدى خطبه بين الثوري (نسبة إلى ثور) وبين ثوروي (نسبة إلى ثورة)، وجمد العمل بالدستور والقوانين لمدة أحد عشر سنة، ليشرع عام 1976م في مناقشة "الميثاق الوطني"، وفي إحدى قاعات السينما بالعاصمة اشتد النقاش فقام أحد الشيوخ أمام حشد كبير من الناس ورفع عصاه إلى السماء قائلا: "ألا ترونها معوجة من فوق" والمفارقة أن الذي كان يدير النقاش آنذاك هو الذي يقوده الآن؟.
وعندما تسلم عبد العزيز بوتفليقة السلطة اتخذ القرار نفسه وهو تجميد اعتماد الأحزاب لمدة 12 سنة، وحين فتحها هذا العام أصبحت عصا ذلك الشيخ مثل عصا سليمان التي أبقته متربعا على العرش بالرغم من "تسوسها" دون أن تدرك حاشيته ذلك، فهل تستطيع إصلاحات الرئيس أن تعيد الاعتبار لمرحلة فقد المجتمع السياسي فيها قيمه وبات همهالوحيد هو التقرب من عصا السلطة.



عبد العالي رزاقي

ياديوان الصالحين


ياديوان الصالحين !!...
 
image
أصابت حمى الانتخابات البرلمانية العديد من الاحزاب بالعمى وقصر النظر، البعض يعتبرها فرصة سانحة لممارسة "الترابندو" أو " البزنس" السياسي والحزبي ... فحتى الممارسة السياسية أصابها الفقر ليس في الدم، ولكن في الثقافة الديمقراطية .. والكل فُضح وأصبح مكشوفاً للشعب، وأقل ما يقال عن أصحاب "الديوان" أن خطاباتهم "ديماغوجية"، فذلك يدعو لمنع الاسلاميين من السلطة، والآخر يدعي أنه الوحيد المؤهل لتطبيق دولة الاسلام، وثالث خانه التعبير فأصبح يعبر بالألوان، وذلك يراوغ قاعداته بفرض "واقدي البخور" في الترشيحات وهلم جرا!...

وأصبحت الحياة السياسية لا تعيش في كرنفال، بقدر ما هو ديوان للصالحين للدروشة التي أصبت العديد منهم!!...
فخطابات التشبيب، وحقوق المرأة، والتداول في المناصب، والكفاءة، والنزاهة لم تصمد أمام "امتيازات البرلماني" فأصبح المناضل موظفا، ويحاول تسيير حياته المهنية، وتقاعده ككبار موظفي الدولة من خلال بوابة التشريعيات ولو على حساب المبادئ والقيم ...!!

فالإرهاصات الأولى توحي بإختلالات الحياه الحزبية، وأنها فعلاً حبيسة لقلة قليلة من أصحاب القرارات؛ فأين البرامج الحزبية؟.، وأين الحلول للعديد من المشاكل اليومية للمواطن؟! ومدى تم الاعداد لمحاربة الفساد والبطالة، وماهي الاستراتيجيات لمنع تفشي الظواهر الأخلاقية الشاذة عن المجتمع؟! الجواب سوى عموميات وتمنيات، أو بالأحرى أمنيات، بحكم أقل طموحاً من الأولى، ولذلك أصبح العديد من الاحزاب يسوق الهواء والريح، والكلام المعسل الفاقد لمقومات البقاء!! .. المهم بالنسبة لهم الوصول لكرسي زيغوت يوسف على حساب "الشكارة و"البزنسة"...

فهذه السلوكيات السلبية، وسياسة "الثقافة الاقصائية" اتجاه الشعب، بالازدواجية في البرامج والممارسة كلها عوامل تفسد أي حياة حزبية وسياسة حقيقية ...
وإنني أستعجب من بعض الاحزاب بالمناصب والمواقع، التي لا يسمع بها إلا في الاستحقاقات البرلمانية، فهي أحزاب مكلفة بمهمة، مهمة "تعريف" الحياة الحزبية بالأعداد غير المنتهية، فالمؤشرات الاولى توحي بتجديد الاحزاب "السنافرية" السابقة، بأحزاب الـ "نيولوك" لعلها تكون مقبولة لدى البعض.
هذه المؤشرات جعلتني أعزف عن السياسة رغم الاغراءات والوعود، والاقتراحات ... فحياتنا الحزبية "لعبة" بقدر ماهي "ممارسة وثقافة " والفهم يفهم .. وبالله التوفيق


الكاتب:
أ‮.‬د‮ ‬فوزي اوصديق

تغريد

من نحن؟ماذا نريد؟هل نمتلك الوسائل الكفيلة بمساعدتنا على بلوغ أهدافنا الإستراتجية إن كانت لنا أهداف أصلا؟ إن العقد الأخير من القرن المنصرم أفرز واقعا جديدا، يقوم على تأليه القوة واعتبارها الأداة الوحيدة لفرض مشروع حضاري نابع من جهة إنسانية معروفة ومكشوفة ،ألا وهي الغرب وعلى وجه التدقيق أمريكا .حينما أوشكت حرب الخليج الثانية أن تضع أوزارها قال بعض العارفين بشؤون السياسة،قد بدأ النظام الدولي الجديد ومن هذه التسمية الاصطلاحية نستشف ترتيبا معينا تقوم عليه العلاقات الدولية تسيره نظرة أحادية عقيدتها النظرية الفرعونية: "ما أريكم إلا ما أرى" وفي خضم هذا التوجه الجديد استشعرت بعض القوى الإقليمية ذات الأرضية الحضارية المتينة جسامة الأخطار المحدقة بها من جراء هذه الإيديولوجية الناشئة، والتي تستهدف كياناتها الأخلاقية والاقتصادية والحضارية بالذوبان ، فسارعت إلى إصلاح أوضاعها الداخلية بإشراك الرأي العام الوطني في صناعة القرار في جميع المجالات وعلى مختلف المستويات إيمانا منها بأن ترقية الفرد وصون كرامته ،هو صمام الأمان حيال الأخطار الأجنبية المدفوعة بنظرة شمولية لما ينبغي أن يكون عليه العالم وفق المصالح العليا لتلك القوى ولئن كانت بعض الدول التي سعت في فترة من تاريخها إلى محاولة (رفع رأسها ) ولعب أدور خارج حدودها كأنظمة طلعية ((النسبة إلى كلمة طليعة هي طلعيي وليست طلائعية )) تنير الدرب لغيرها من الشعوب المقهورة،فإن هذه الأنظمة لم تلبث أن وقعت في شراك سياسات محبوكة ولتكون أيضا عبرة لما سواها من أمم الدنيا على حد قول الشاعر: "كالثور يضرب لما عافت البقر" لقد هبت رياح النظام الدولي الجديد بصفة خاصة على البلاد العربية التي كانت رمزا للتحدي والشموخ ولكن اختلفت أساليب التأديب من قطر إلى آخر بحسن وزن ذلك القطر وإمكاناته الذاتية وبنيته التحتية ،فانتهج مع العراق أسلوب الردع المباشر . و الآن وقد ولجنا باب الألفية الثالثة، فلعل أخر عملية قام بها الأوصياء على النظام الدولي الجديد، هي إعادة ترتيب البيت الأوروبي بما لا يدع مجالا فيه للنشاز الذي يقض مضاجع الحلفاء، فكانت حرب البلقان الثانية بصرف النظر على مأساة شعب كوسوفو معتركا لا بدا من استدراج صربيا وتقليم أظافرها، باعتبارها القوة الإقليمية الوحيدة ذات الموقع الحساس في قلب أوروبا والتي لم تزل كيانا عربيا لا يبعث على الارتياح بل الاطمئنان . وبعد كل هذه التداعيات لا يسعنا إلا أن نتسأل في نوع من السذاجة، ماهو مستقبل القوى الإقليمية التي مازالت تغرد خارج القفص المراد، مثل الصين، وكوبا، وكوريا الشمالية، وإيران؟ من المؤكد أن أدوات الصراع قد اتخذت شكلا أخر بما يتيح للقوى التقليدية تحقيق مأربها بأقل كلفة ممكنة في إطار توجه جديد ليس إلا وجها ثانيا لعملة واحدة وهو ما يسمى بالعولمة.

الاحتجاجات

 الاحتجاجات : Made in Algeria
تسع ولايات مع مطلع السنة الجديدة تقع فيها احتجاجات، فتقطع فيها الطرق بإشعال النار في العجلات، ويتصاعد الدخان الأسود، ويقع الكـرّ والفـرّ بين الغاضبين ومن يريدون لهم العودة إلى منازلهم..والأكيد أن المطالب كلها ستتحقق ولو بنسب متفاوتة؛ فهل صار اللجوء إلى الشارع للمطالبة بالحقوق في عرف حكومتنا مرحلة من المراحل التي يجب أن يسلكها المواطنون الذين يريدون الحصول على السكن أو تعبيد الطريق أو إعادة المياه للحنفيات؟! لا أدري إن كان مثل هذا التصرف يحدث في دولة أخرى غير بلادنا الحبيبة، لذلك وجب الحفاظ على حقوق المبتكر، وإشهار علامته المميزة..(من صنع جزائري)

حرقة

مخابر انجليزية وخليجية تريد الاستحواذ على باحث جزائري" هذا عنوان مقال على جريدة الشروق، وفحواه أن عالما جزائريا له براءة اختراع إزالة الملوحة من المياه الملوثة، وهو الاختراع الذي اعترفت به كل المخابر العالمية، حيث مكّن من تحويل مياه المجاري إلى ماء صالح للشرب، وله براءة اختراع الكثير من الابتكارات المثيرة مثل صناعة الأسنان الاصطناعية، التي تستوردها الجزائر من بلدان أجنبية، ومادتها الأولية عبارة ع...ن عظام الأبقار والحجارة الموجودة في الجزائر.. الملاحظ أن هذا الباحث الصابر المحب لوطنه أبى إلا أن يبقى في وطنه رغم المغريات المادية الكثيرة من الخارج، ورغم عمى عيون المسؤولين الجزائريين عن الاعتراف به وتكريمه، وإنزاله المنزلة التي يستحقها.. لو كان راقصة أو مهرجا لرفعوه عاليا، لكن أن يكون باحثا فمكانك في جزائرنا هو الذيل ..وسنبقى في الذيل كما يريد لنا أذناب فرنسا.
 اللهم عفوك وسترك يا رب

 

© tadweenatedzتعريب. All Rights resevered. Designed by Templateism